بروفيسور ميراف أحيسار

مختبر أحيسار، الجامعة العبرية، مركز لأبحاث الدماغ تحت أسم “ليلي وأدموند سفرا”

التّوحد – تحديث بطيء للتّوقعات الإدراكية والحركية
تعدّ القدرة على التّكيف بسرعة مع الأحداث غير المتوقعة ذات أهمية خاصّة بالنسبة للسلوك الاجتماعيّ. عند التّفاعل مع البيئة، نعتمد دائمًا على التّوقعات المتعلقة بها، والتي نقوم بتحديثها بسرعة استجابةً للمعلومات والتّغيرات الجديدة. في مهمة تمييز النّغمات التي تم إجراؤها في المختبر (Lider et al., 2019XX) وجدنا أن البالغين الّذين تمّ تشخيصهم بالتّوحد يستوعبون الأصوات بشكلٍ مختلفٍ نتيجة التّحديث البطيء للتّوقعات الحسيّة بناءً على الأصوات الأخيرة التي تم تشغيلها. وقد أدت هذه الدراسة إلى ظهور “فرضية التّحديث البطيء”، والتي بموجبها من الممكن أن يكون التّحديث البطيء سمة عامة لذوي اضطراب التّوحد والّتي تتجلى في آليات مختلفة وتكمن وراء الصعوبات الاجتماعية وكذلك التباين الحسّيّ والحركيّ.
على سبيل المثال، يعد التزامن مع الأحداث الخارجية قدرة أساسية للتّفاعل الاجتماعيّ. في حين وجدت الدّراسات- حتى الآن- أن البالغين ذوي اضطراب التّوحد يواجهون صعوبة في اجراء تزامن مع الأحداث في السّياق الاجتماعيّ، وقد أظهرنا في المختبر أنهم يواجهون أيضًا صعوبة في المزامنة في سياق غير اجتماعيّ. في سلسلة من دراسات التّزامن (Vishne et al., 2021; Kasten et al., 2023XX) استخدمنا مهمة قرع طبول بسيطة كان مطلوبًا فيها القرع بالتّزامن مع إيقاع بندول خارجي. لقد وجدنا أن البالغين ذوي اضطراب التّوحد يقومون بالتّزامن الايقاعي بشكل أقل بسبب صعوبة تصحيح قرع الطبول بسرعة وفقًا للانحراف عن بندول الإيقاع أو عندما يتغير الإيقاع بشكل مفاجئ. ومع ذلك، لم يجدوا صعوبة في الحفاظ على الإيقاع بدون بندول الإيقاع. صحيح أن الأطفال ذوي النمو العادي (بدون توحد) يواجهون أيضًا صعوبة في هذه المهمة، لكن المزيد من الأبحاث في المختبر أظهرت أن صعوبة الأطفال تتميز بصعوبة الحفاظ على الإيقاع الداخلي بدلاً من التّزامنيّ. نحن نفترض أن صعوبة التّزامن هي نتيجة التّحديث البطيء لفعالية القرع الايقاعيّ الحركيّة. وبناءً على ذلك، في مهمة الحركة وفق الأهداف، والتي فحصنا فيها بشكل مباشر تحديثًا للخطّة الحركيّة استجابةً لتغيير مفاجئ في موقع الهدف، وجدنا أن البالغين ذوي اضطراب التّوحد يقومون بتحديث حركتهم بشكل أبطأ استجابة للتّغيير.
في هذه الأيام نحن نقوم ببحث ودراسة عميقة لفرضية التّحديث البطيء في أداء الموسيقيين الموهوبين من ذوي اضطراب التّوحد سواء في مهمة قرع الطّبول أو في مهمة تحديث الحركة. نحن أيضًا نفحص الأساس الدماغيّ المسؤول عن أسباب التّحديث البطيء للخطة الحركية من خلال أداء هذه المهام أثناء فحص التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ MRI. ومعدل تحديث التوقيت كما هو موضح في تسجيل تخطيط الدماغ EEG.

يسرنا التّواصل معكم،مختبر أحيسار

ppca1611@gmail.com